نصيحة بمليار دولار.. كيف بنى شاب شركته من لا شيء وصولا إلى إمبراطورية؟

لم يكن الطريق مفروشاً بالورود أمام الشاب الأميركي غاريت واغنر، حين قرر أن يؤسس شركته الخاصة مباشرة بعد تخرجه في الجامعة، من دون أي خبرة سابقة في عالم الأعمال. لكن اليوم، وبعد سنوات من التحديات، يقف واغنر على رأس شركة "Cirkul" التي تُقدّر قيمتها السوقية بمليار دولار.

في بداياته، اضطر واغنر إلى العمل كلاعب كرة قدم محترف في كندا، ثم كعامل في خدمة صف السيارات، فقط ليتمكن من تمويل مشروعه الناشئ. أما شريكه المؤسس آندي غاي، فكان يعمل في قسم الأحذية النسائية بأحد المتاجر الكبرى.

ورغم أنهما سعيا للحصول على النصائح من كل من سبقهم في عالم ريادة الأعمال، إلا أن واغنر اليوم يقدّم نصيحة قد تبدو متناقضة: "لا تستمع لكل ما يُقال لك".

ويضيف: "كل نصيحة تتلقاها من شخص بنى مشروعاً ناجحاً، يجب أن تمررها من خلال عدستك الخاصة. ما نجح معهم قد لا ينجح معك"، بحسب ما ذكره لشبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية Business".

من فكرة إلى منتج على الرفوف

أُطلقت شركة "Cirkul" في تامبا بولاية فلوريدا عام 2015، وبدأت ببيع زجاجات مياه قابلة لإعادة الاستخدام مزودة بخراطيش نكهات قابلة للتبديل. وبعد 3 سنوات فقط، وصلت منتجاتها إلى رفوف المتاجر، وفي عام 2022، حصلت على تقييم سوقي بلغ مليار دولار خلال جولة تمويلية بقيمة 70 مليون دولار.

ويؤكد واغنر أن بعض النصائح التي تلقوها كانت مفيدة، مثل التركيز على حل مشكلة حقيقية بدلاً من السعي وراء منتج "رائع" فقط، والاهتمام المهووس بـ "تجربة العميل".

ويقول: "كنا نضيع وقتنا في تخيل كل ما يمكن أن يفعله المنتج، لكن عندما عدنا إلى الأساس، وهو تلبية حاجة العميل، تغير كل شيء".

عندما لا تنجح النصائح الجاهزة

لكن لم تكن كل النصائح مفيدة. فمثلاً، حاول المؤسسان الاستعانة بمصانع خارجية لتصنيع المنتج، كما تفعل معظم شركات المنتجات الاستهلاكية، لكنهما اصطدما برفض المصانع التعامل مع فكرة غير تقليدية.

ويقول واغنر: "معظم المصانع معتادة على العلب والزجاجات التقليدية، وعندما عرضنا فكرتنا، لم يرغب أحد في خوض المغامرة معنا. فاضطررنا لتصنيع المنتج بأنفسنا".

هذا القرار تطلب الكثير من التجارب، والنجاحات، والإخفاقات، والتعلم، كما يقول. واليوم، تُصنّع منتجات "Cirkul" في مستودعات بمدينتي تامبا وسولت ليك سيتي.

لا تدع الأفكار تشتتك

ويبدو أن هذه النصيحة تلقى صدى لدى رواد أعمال آخرين. فالملياردير مارك كوبان قال في مقابلة سابقة: "عندما تبدأ مشروعاً صغيراً، من السهل أن تغرق في بحر من الأفكار المتضاربة. عليك أن تعرف متى تستمع، ومتى تثق بحدسك".

أما إدوارد تيرتاناتا، المؤسس المشارك لسلسلة مقاهي "Kopi Kenangan" الإندونيسية، فينصح بعدم التضحية بما يجعل مشروعك فريداً. فقد نجحت شركته في اختراق سوق القهوة المزدحمة من خلال قوائم مخصصة لكل بلد، بدلاً من اتباع النموذج العالمي الموحد.

وقال تيرتاناتا: "النسخة القادمة من ستاربكس لن تشبه ستاربكس، ولا غوغل القادمة ستبدو كغوغل. عليك أن تكون مختلفاً جذرياً لتنافس الكبار".

وكالات / وسائل إعلام دولية